التحليل الأساسي
هبط الذهب بالأمس بما يقارب 60 دولارًا، وهذا لا يشير إلى بداية انعكاس الاتجاه. توقعاتنا تشير إلى أن هذا الهبوط جاء نتيجة لانتهاء فترة العقود الآجلة وبداية فترة مارس الجديدة. عند النظر إلى أماكن دخول المتعاملين في صفقاتهم، نجد أنها عند مستويات 3000 دولار للأونصة، مما يدفعنا إلى توقع أن المتعاملين سيرفعون الأسعار إلى مستويات أعلى قليلًا من 3000 دولار.
ملحوظة:
إذا قمت بفحص الرسم البياني اليومي، ستلاحظ أن أغلب انخفاض الأسعار حدث مباشرة بعد افتتاح بورصة نيويورك. وهذا يشير إلى أن المتداولين في البورصة والمستثمرين في صناديق التحوط يتخلصون من الذهب الورقي. في المقابل، لم ينخفض الذهب والفضة فعليًا، ولم يكن هناك بيع للمعدن الحقيقي باستثناء شركات التعدين وتجار العملات. كان تحرك الأسعار محصورًا بنسبة تقارب 100% في سوق الأوراق المالية بمدينة نيويورك.
أظهرت بيانات الصناديق المتداولة في البورصة اليومية إضافة 640 ألف أوقية، وهي أكبر زيادة في يوم واحد منذ أكتوبر 2023. كما أضافت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة حوالي 1.5 مليون أوقية خلال الأسبوع الماضي، مما يجعلها في طريقها لتحقيق أكبر زيادة شهرية خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
تبلغ الحيازات الإجمالية للصناديق المتداولة في البورصة ما يزيد قليلًا عن 85 مليون أونصة، لكنها لا تزال أقل بنحو 22 مليون أونصة مقارنة بمستواها قبل بدء دورة رفع أسعار الفائدة في عام 2022.
لا تتضمن البيانات صناديق الاستثمار المتداولة الصينية، ومن المثير للاهتمام أنها شهدت زيادة بنحو 20% منذ بداية فبراير، على الرغم من أن حجم السوق أصغر بكثير.
يعتقد مكتب التداول في “جي بي مورجان” أنه لا يزال من الممكن رؤية ارتفاع مادي في الأمد المتوسط مع استمرار السمات الصعودية الأوسع نطاقًا. في الأسبوع الماضي، رفعت شركة Research GS توقعاتها لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3100 دولار من 2890 دولارًا، وذلك على خلفية الطلب الأعلى من البنوك المركزية. وقد أظهر توقعهم للطلب من جانب البنوك المركزية استمرار مشتريات أقوى من المتوقع.
استوردت الولايات المتحدة ما مجموعه 200 طن من الذهب من جميع البلدان مجتمعة في عام 2023، وكان 128.4 طنًا متريًا من تلك الواردات قادمًا من كندا والمكسيك.
في الشهرين والنصف الماضيين، استوردت الولايات المتحدة أكثر من 700 طن من الذهب عبر بورصة كومكس وحدها، معظمها من رابطة سوق لندن للسبائك. كما أفادت شركتا ستون إكس وبويليون فالوت عن 1300 طن إضافية من الواردات المادية الأمريكية خلال نفس الفترة الزمنية من بقية العالم عبر سوق خارج البورصة.
خلال الفترة من 2020 إلى 2021، عندما قامت حكومة الولايات المتحدة بطباعة ما يقرب من 4 تريليون دولار أمريكي، لم تستورد سوى 610 أطنان من الذهب.
إذن، لمن مُلِّكت تلك الكمية الهائلة التي استوردتها في الأشهر الأخيرة؟
التحليل الفني
إغلاق العقود بالأمس كان دافعًا قويًا للأسعار كي تهبط، ونتوقع أنه تم شراء نفس كمية العقود مرة أخرى، ولذلك نتوقع أن يبدأ المسار الصاعد مرة أخرى باستهداف مستويات 3000 وقد تصل إلى مستويات 3050 بدافع أكبر من البنوك المركزية وأيضًا من عدم اليقين بسبب التعريفات الجمركية، ولذلك بعد اختراق مستويات 2950 والإغلاق أعلى مستويات 2960 قد يكون هناك اندفاع سريع نحو مستويات 3000.
وفق التحليل الفني، نتوقع أن تكون مستويات المقاومة عند 3000، وقد تتحرك الأسعار كالآتي:
أن ترتفع الأسعار إلى مستويات 2919، ثم الهبوط نحو مستويات 2885-2890، ومن ثم الارتفاع باستهداف مستويات 2900، ثم 2911، ثم 2930، ثم 2950. وفي حال تم الإغلاق أعلى تلك المستويات، فإننا نتوقع استمرار الارتفاع إلى مستويات 3000.

محلل وخبير في سوق الأوراق المالية والذهب وعضو بإدارة شركة جولد إيرا لتجارة والاستثمار في الذهب والمعادن النفيسة