التحليل الأساسي
منذ عدة أيام، كانت هناك ندوة عبر الإنترنت أقامتها رابطة سوق لندن للسبائك حول بيانات خزائن الذهب والفضة في لندن لشهر يناير 2025. وهذا ما أفاد به تقرير LBMA: كان ملخص أرقام رابطة سوق لندن للسبائك عن شهر يناير 2025…
ذهب:
8,535 طنًا (انخفاض شهري بنسبة 1.74%) وتبلغ قيمتها 771.6 مليار دولار، وهذا يساوي 682,772 سبيكة ذهب.
تفسير رابطة سوق لندن للأوراق المالية:
وضحت رابطة سوق لندن للمعادن في ندوتها أن انخفاضات الخزائن في الشهر الماضي كانت نتيجة لمجموعة من ديناميكيات السوق الموثقة جيدًا، مشيرة إلى التحكيم والرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة كعوامل رئيسية تدفع التدفق المتزايد للمعادن من لندن إلى نيويورك.
ما هو التحكيم بالضبط؟
لشرح تلك النقطة نقول بأن أسعار الذهب العالمية تتجاوز نظيراتها في إنجلترا، مما أدى إلى سحب الذهب من LBMA مع تعديل الأسعار صعوديًا، بحيث يكون الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع. إذن، التحكيم هو: ممارسة الاستفادة من فروق الأسعار في الأسواق المختلفة.
هناك عدة أشكال للتحكيم:
1- الموقع
يشتري التجار المعدن في منطقة واحدة (مثل لندن) حيث يكون أرخص، ويبيعونه في منطقة أخرى (مثل نيويورك) حيث يكون أكثر تكلفة.
2-الوقت
تتضمن بعض استراتيجيات التحكيم الاستفادة من تغيرات الأسعار بمرور الوقت، مثل أسعار العقود الآجلة مقابل أسعار السوق الفورية.
بدلاً من مجرد زيادة أسعار الذهب في لندن، يتم استخدام الادعاءات الأخيرة بوجود ‘مشاكل لوجستية’ وأوقات تسليم طويلة (8-4 أسابيع) كذريعة لكبح الطلب. ومع استمرار استنزاف رابطة سوق لندن للسبائك، يتدهور نفوذ لندن باعتبارها المحرك الأساسي لأسعار الذهب العالمية بسرعة.
التساؤل الآن الذي نطرحه في جولد إيرا: هل انخفضت مخزونات الذهب بمقدار 151 طنًا؟ بالتأكيد نعم، وهذا ليس ‘مفاجأة’ كما يقولون، بجانب انخفاض الفضة بنسبة 8.6% في نفس الاتجاه، مدفوعًا بمخاوف التعريفات الجمركية الأمريكية التي تم تأجيلها مؤخرًا حتى مارس 2025.
ولكن المفاجأة الكبرى هنا هي أنه على الرغم من انخفاض أطنان الفضة، ظلت قيمتها بالدولار ثابتة تقريبًا من شهر إلى آخر. كيف تعمل هذه الحسابات؟ إن انفصال السوق يجعلنا نعتقد أننا سوف نشاهد هبوطًا عنيفًا…
ماذا تقول بورصة لندن؟
تزعم رابطة سوق لندن للسبائك أن تدفقات الذهب الخارجة ترجع في الأساس إلى المخاوف من الرسوم الجمركية الأميركية، ولا تعتقد الرابطة أن إدارة الرئيس ترمب ستفرض هذه الرسوم على المعادن النفيسة. وتزعم الرابطة أن ارتفاع أسعار الإيجارات ما هو إلا صدمة مؤقتة بسبب التقلبات الأخيرة.
ماذا يعني ارتفاع أسعار الإيجار؟
عندما ترتفع أسعار الإيجارات، فإن ذلك يشير عادة إلى وجود مشكلة في سوق المعادن.
ارتفاع التكاليف:
تؤدي معدلات الإيجار المرتفعة إلى زيادة تكلفة اقتراض المعدن، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف بالنسبة للتجار والمؤسسات.
ضيق العرض:
غالبًا ما تشير الارتفاعات إلى انخفاض توفر المعدن، مما يؤدي إلى نقص محتمل.
زيادة التقلبات:
تتزايد حالة عدم اليقين في السوق مع قيام المتداولين بتعديل مراكزهم، مما يتسبب في تقلبات الأسعار.
علامات ضغوط السوق:
قد تشير الزيادات الحادة إلى مشاكل في السيولة، أو مخاطر جيوسياسية، أو عدم استقرار مالي أوسع نطاقًا.
إن مراقبة أسعار الإيجار يمكن أن تساعد في اكتشاف مشاكل السوق قبل حدوث تحركات كبيرة في الأسعار. لا تعرف رابطة سوق لندن للسبائك على وجه اليقين ما إذا كان ارتفاع أسعار الإيجارات مؤقتًا. فالأفعال أبلغ من الأقوال، وحتى الآن، كان الرئيس ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت يعملان على إعادة الذهب إلى الولايات المتحدة بقوة… هل يستعدون لمراجعة قد تؤدي إلى إعادة استثمار الذهب واستخدامه في صندوق الثروة السيادية الأميركي المقترح؟ هل يستعدون لبازل 3؟ هناك شيء ما سوف يحدث قريبًا.
تقول بلومبرج أن احتمال فرض رسوم جمركية عالمية على الواردات في عهد ترامب من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات غير مسبوقة في سوق الذهب العالمية وقد شاهدنا ذلك عبر المؤشر الرئيسي للطلب على السبائك الذهبية في لندن والذي سجل مستويات مرتفعة تاريخية مما يعكس القلق بين المستثمرين والتجار على حد سواء.
من ناحية فنية:
إذا استمر الارتفاع فقد يؤدي ذلك إلى نشوء ردود فعل إيجابية على السعر، حيث يتطلب الأمر تحوطًا لأولئك الذين يبيعون خيارات الشراء بقيمة 3000 دولار من بين آخرين، للتحوط بمركزهم من خلال شراء عقد الآجلة الأساسي.
نقصد هنا أن البائع الذي يبيع ذهبه على العقود الآجلة بقيمة 3000 دولار ويرى الآن الارتفاع بقوة، سيقوم بصفقات شراء تحوطية للاستفادة من تلك الارتفاعات.
اعتبارًا من 18 فبراير، لا يزال الشراء هو المسيطر، وذلك بناءً على إغلاق يوم الثلاثاء.
ماذا يعلمنا التاريخ؟
ما يعلمنا إياه التاريخ هو أنه عندما يحدث تباعد أقصى بين لندن ونيويورك وتبدأ البنوك في الإعلان عن مستهدفات أعلى، فإننا بذلك نقترب من قمة الأسواق، وأن الانخفاض أصبح يتجهز.
إننا سوف نعطي مجالًا للارتفاع إلى مستهدفات العقود، بجانب 50 دولارًا كتحوط من استجابة الأسواق للارتفاع، فنقوم بالآتي:
مستهدف الربع الأول لنا في جولد ايرا: 3050
قاع أول محتمل: 2800-2825
مستهدف عام 2025: 3100-3300
قاع ثانٍ محتمل: 2750
ملحوظة:
مع وجود أكثر من 6 تريليونات دولار أميركي لا تزال محتجزة في صناديق أسواق المال، فإن هذا القطاع يبدو مهيأً لتدفقات قوية في ظل بيئة اقتصادية مزدهرة خلال عام 2025، مما يعيد تركيز انتباه المستثمرين على دورة خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
التحليل الفني
إن المستويات الحالية للذهب تأتي لأول مرة… السوق الآن فيه ما يكفي من المستجدات، أوروبا تريد أن تعيد معيار الذهب، وأمريكا تريد إعادة التقييم، وهناك عجز في الطلب، وهناك عجز في المناجم، والأسعار ترتفع، والجميع في حالة فوضى، والجميع يشتري تخوفًا من أن لا يستطيع شراؤه في المستقبل، ولكن لا بد هنا أن نتحلى بالبصيرة ونتوقع متى سوف ينعكس السوق…
نقول في جولد ايرا: القمة تأتي عندما يتفائل الجميع، والانخفاض يبدأ عند مرحلة التشاؤم، وهذه قاعدة الأسواق. ولذلك نحن نتوقع الآتي –
أن ترتفع الأسعار إلى مستويات 3000، ونتوقع أن تكون التحركات كالتالي –
أن تهبط الأسعار إلى مستويات 2940، ثم نتوقع الارتفاع إلى 2963، ومن ثم إلى 2975، وصولًا إلى 3000. ونتوقع حدوث بعض التصحيحات لأن هذا مستوى نفسي هام. وفي حال الإغلاق أعلى هذه المستويات، فإننا نتوقع 3050، ثم الهبوط إلى مستويات 2825-2800.

محلل وخبير في سوق الأوراق المالية والذهب وعضو بإدارة شركة جولد إيرا لتجارة والاستثمار في الذهب والمعادن النفيسة