لا يزال الاستثمار في الذهب من أكثر المجالات أمانًا وربحًا مقارنة بالاستثمارات الأخرى التي قد تتعرض لتغيرات مفاجئة وسريعة تكلف مستثمرها خسائر فادحة، ويتوج الأمر بمكاسب أكبر عندما يكون المشتري على دراية كاملة بأوقات شراء الذهب المناسبة لتحقيق صفقة رابحة.
في هذا المقال نتعرف على كيفية اختيار الأوقات المثالية لشراء الذهب وفقًا لأسعاره المحلية والعالمية ومدى تأثير العوامل والأحداث المحيطة على سعر الذهب.
كيف يمكن للمستثمرين تحديد الوقت المثالي لشراء الذهب؟
يتغير سعر الذهب بين الحين والآخر، ويتأثر الوقت المثالي لشراء الذهب بعدة عوامل، منها:
- معدلات التضخم المحلية أو العالمي: يلجأ الكثيرون إلى شراء الذهب للحفاظ على مدخراتهم المالية، مع ارتفاع معدلات التضخم حيث ترتفع أسعاره.
- معدل الطلب على المعدن الأصفر: كلما زاد معدل الطلب على الذهب، سواءً من المستثمرين كوسيلة للادخار أو من الشركات لاستخدامه في الصناعات المختلفة، ارتفعت قيمته وأسعاره.
- معدل إنتاج الذهب: مع اكتشاف مناجم جديدة وزيادة ناتج الذهب قد تنخفض الأسعار، ويتوقف معدل الانخفاض على كمية الذهب وتكلفة استخراجه وتجهيزه.
- الحالة الاقتصادية وسعر العملة.
لذلك، إذا كنت تنوي شراء سبائك الذهب أو القطع الذهبية المختلفة، عليك أولًا الاطلاع على آراء الخبراء والمحللين للفوز بصفقة ناجحة.
هل هناك مواسم محددة تنخفض فيها أسعار الذهب؟
أكد الخبراء أن أسعار الذهب تختلف موسميًا، وأن هناك بعض الأشهر التي تقل فيها أسعار الذهب مقارنة بغيرها.
ففي موسمي الشتاء ومطلع الربيع ترتفع أسعار الذهب لزيادة الطلب على المعدن الأصفر في المناسبات، أو لمحاولة البعض ادخار ما يزيد عن متطلباتهم التي جنوها من العام السابق.
بينما مع نهاية موسم الربيع وخلال موسم الصيف، في الفترة من شهر يناير إلى مطلع أبريل، ثم من منتصف يونيو إلى نهاية يوليو، تشهد أسعار شراء الذهب انخفاضًا ملحوظًا فيما يسمى بفترات الركود الصيفية، إذ تنخفض أحجام التداول، مما يجعله وقتًا مناسبًا للشراء.
ولكن مع دخول فصل الخريف ينتعش سوق الذهب مجددًا وترتفع الأسعار، خاصة مع نهاية العام والعطلات، خصوصًا في شهر سبتمبر.
كيف تؤثر الأعياد والمناسبات العالمية على سعر الذهب؟
كما لاحظنا سابقًا، تتغير أسعار الذهب من موسم لآخر، وذكرنا أن ارتفاع الأسعار قد يرتبط ببعض المناسبات والأعياد، حيث يتبادل الأشخاص الذهب كهدايا، مثل:
- العام الصيني الجديد.
- الأعياد الإسلامية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى ونهاية شهر رمضان.
- الكريسماس.
- حفلات الزواج، التي تزداد في أوقات دون الأخرى.
- بعض المهرجانات والمناسبات الهندية، مثل مهرجان “أكشايا تريتيا” ومهرجان “ديوالي”.
ويجدر الإشارة إلى أن الهند تعد من أكثر الدول استهلاكًا للذهب جنبًا إلى جنب مع الصين، حيث يقدر استهلاكهما السنوي للذهب بنحو (60%) من الاستهلاك في منطقتي آسيا والولايات المتحدة.
هل تعتبر الأزمات الاقتصادية وقتًا مناسبًا لشراء الذهب؟
أشارت بعض التقارير السابقة إلى ارتفاع أسعار الذهب وتحقيقه عوائد كبيرة خلال فترات التراجع الاقتصادي التي تشهدها بعض البلدان.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع، إلا أنه لا يمثل ذروة سعر الذهب، ويرجع أداء الذهب القوي خلال فترات التراجع إلى طبيعته كوسيلة ادخار آمنة.
وبمقارنة الاستثمار في الذهب خلال فترات التراجع الاقتصادي مع غيره من الاستثمارات التي شهدت ركودًا وتراجعًا خلال تلك الفترات، اتضح أن شراء الذهب للادخار هو الخيار الأكثر أمانًا.
هل تختلف أسعار الذهب في بداية العام مقارنة بنهايته؟
بالطبع نعم، تشهد جميع البلدان تغيرات اقتصادية وسياسية بشكل متكرر، الأمر الذي يؤثر كثيرًا على معدلات الفائدة والتضخم وأسعار الذهب.
فمع نهاية كل عام مالي، تبدأ الحكومات في إعداد موازناتها الخاصة، التي تتأثر بالتأكيد بالنفقات والأعباء التي تكلفتها الدولة في العام السابق.
هذا بالإضافة إلى المناسبات والمواسم التي أشرنا إليها سابقًا والتي تؤثر بشكل واضح على أسعار الذهب من شهر لآخر.
فعلى سبيل المثال، ينقسم العام المالي الفيدرالي الأمريكي إلى أربعة أرباع، ويتم في نهاية كل منها مراجعة معدل التضخم ومقارنته بأسعار الفائدة، مما يساعد في اتخاذ القرار برفع أو خفض أو تثبيت الفائدة.
وكما نعلم، فإن رفع الفائدة هو وسيلة البنوك المركزية لتخفيف التضخم، ولكن ذلك عادةً ما يتم بشكل مقنن، ويتأثر سعر شراء الذهب في مصر بتغير معدل الفائدة والتضخم.
هل يجب شراء الذهب عند ارتفاع التضخم أو انخفاضه؟
التضخم هو زيادة الأسعار بصورة مبالغة خلال فترة محددة، الأمر الذي يؤثر على قوة العملة مسببًا انخفاضها، وبالتالي يلجأ الأشخاص إلى استثمار المال في الذهب للتحوط وتجنب خسارة الأصول.
بشكل عام، يفضل شراء الذهب عند انخفاض معدلات التضخم؛ إذ يرفع التضخم الطلب على الذهب، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعاره، أي أنها علاقة طردية.
ويجدر الإشارة إلى أن تلك الفرضية لا تسير دائمًا بنفس النمط؛ إذ يتأثر سعر الذهب بعوامل أخرى كثيرة بخلاف التضخم، مثل قوة العملة وأسعار الفائدة.
لذا، إذا كنت ترغب في شراء الذهب، اطلع على التقارير والتحليلات التي توضح معدلات التضخم في المرحلة السابقة والحالية بالإضافة إلى أسعار الفائدة؛ لمعرفة ما إذا كان الوقت مناسبًا للشراء أم لا.
الخلاصة
تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا وانخفاضًا بصورة متكررة نتيجة العديد من العوامل الاقتصادية، مثل التضخم والأحوال الاقتصادية وقوة العملة ومعدل الطلب على الذهب وإنتاجه.
ينبغي على المستثمر اختيار الوقت المثالي لشراء الذهب بأسعار مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار أن سعر الذهب يتغير من موسم لآخر، كما أنه يتأثر كثيرًا بالمناسبات المحلية والعالمية حيث يستخدمه الأفراد كهدايا تذكارية.
وينصح الخبراء بشراء الذهب على عدة دفعات متقاربة للاستفادة من كل انخفاض وتجنب الشراء خلال فترات الارتفاع.
محلل وخبير في سوق الأوراق المالية والذهب وعضو بإدارة شركة جولد إيرا لتجارة والاستثمار في الذهب والمعادن النفيسة